صحيفة الخابوري الاسبوعيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الحقيقه نور على طريق الهدايه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كشكول رسائل ومشاركات القراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 251
تاريخ التسجيل : 15/09/2011

كشكول رسائل ومشاركات القراء  Empty
مُساهمةموضوع: كشكول رسائل ومشاركات القراء    كشكول رسائل ومشاركات القراء  I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 16, 2011 4:10 pm

كشكول رسائل ومشاركات القراء

التعليم بين الواقع والطموح
تحتل مسألة التعلم في وقتنا الحاضر مكانة بارزة في معظم دول العالم ومنها الوطن العربي وأصبح الحديث عن التعلم اليوم حديثاً عن الاقتصاد والاستثمار للعنصر البشري في عملية التنمية الشاملة للمجتمع في حاضره ومستقبله.
وإن أهمية التعلم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة فالتجارب المعاصرة أثبتت أن بداية التقدم الحقيقية هي التعلم حيث ان كل الدول التي أحرزت تقدماً كبيراً عبرت من بوابة التعليم، بل إن الدول المتقدمة تضع التعليم من أولويات سياستها وبرامجها. وتلعب المؤسسة التعليمية دوراً في خدمة المجتمع وتطوره من خلال قيامها ببرامج لخدمة وتنمية وإعداد الكوادر البشرية لكي تقود قطار التنمية في المجتمع في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية ولها رسالتها أيضاً وهي ليست بالمهمة السهلة حيث تتعامل مع أفراد المجتمع بكل مكوناته المختلفة. ومن هذا المنطلق فإن إصلاح التعليم وجودته ومخرجات التعليم سوف تخدم سوق العمل، وبالتالي القضاء على البطالة في المجتمع وتنعكس بالتالي على الأوضاع السياسية واستقرار المجتمع عبر إصلاح حقيقي يقوم على تكافؤ الفرص وعدم التميز في الوظائف والترقيات والبعثات الدراسية وكذلك الأهداف المتعلقة بالتعليم وتطويره ليأخذ التطور العلمي مجاله الصحيح لخدمة المجتمع وليس بأهداف متعلقة بسلطة أو فئة ما أو مرتبطة بشبكة المصالح المشتركة بين مصالح الفئة على حساب مصالح المجتمع وحاجاته الأساسية ومن منطلق الحرص على تطور التعليم في وطننا الحبيب وتنمية المجتمع وإصلاح حقيقي للتعليم بالشكل الذي يضمن النزاهة والعدالة والمساواة في المجتمع والتي يتطلبها الحقل التربوي والتعليمي فإنه يجب وضع رؤية لتطوير التعليم وجودته عبر مجالات عدة تأخذ في الاعتبار الحرص على خدمة التعليم وتطويره ابتداء من السياسة التعليمية وأهدافها والمناهج والقيادات التربوية والمعلمين وصولاً إلى المدرسة المنشودة عبر ما يلي:
أولاً: السياسة التربوية وما تفرضه طبيعة العمل التربوي والذي يوجه إلى السياسة التعليمية العامة للتربية وأهدافها التعليمية والتربوية والتي بدورها تضع الاستراتيجيات والخطط التربوية والتعليمية بغرض تحديد سياسة تربوية وتعليمية هادفة آخذة في الاعتبار الإرث الحضاري والتاريخي للتربية والتعليم لجميع مكونات المجتمع البحريني والخزين الثقافي والعلمي كذلك الأهداف العامة في الوطن عبر الاستفادة من تجارب الشعوب القريبة منا وخبرات الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم بغرض بناء مجتمع بحريني موحد متماسك قادر على ممارسة دوره الحضاري والإنساني في المجتمع بشكل عام وفي مجتمعه العربي والإسلامي بشكل خاص.
ثانياً: المناهج التعليمية وهي جميع الخبرات التربوية والتعليمية والثقافية والعلمية والاجتماعية والتي تضمها الكتب المدرسية والأنشطة الصفية واللاصفية التي يتم تعليمها للطلبة داخل المدرسة وخارجها وإكساب الطالب المهارات والسلوك الجيد وتعديل السلوك غير المرغوب فيه بغية الوصول إلى التطور العلمي المنشود لبناء المجتمع الموحد الحضاري ضمن المنظور الوطني. لذلك فإن الهدف النهائي للمناهج هو بناء الإنسان علمياً وثقافياً واجتماعياً وحتى سياسياً وأن نهيئ له جميع مستلزمات النجاح عبر تأكيد الجوانب الفكرية والقيمة والوجدانية التي تؤسس السلام الاجتماعي والأخوة بين المواطنين والتعاون بين أبناء المجتمع ويصبح من الضروري تحديد أهدافها والتأكيد عليها من أجل بلوغ النموذج الراقي المنشود عبر ما يلي:
1 - التأكيد على القيم الوطنية والإنسانية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والاختلاف في طرح الآراء والأفكار بين مختلف مكونات المجتمع بعيداً عن التعصب.
2 - ربط الخطط التنموية باحتياجات سوق العمل واستيعاب الخريجين للعمل.
3 - التأكيد على حب الوطن وغرس الروح الوطنية بعيداً عن الطائفية.
4 - أن تتضمن المناهج أنشطة وخبرات ترتبط بحياة الطلاب وتنمية ميولهم وحاجاتهم النفسية والاجتماعية وتنمية قدرات ومهارات التفكير والإبداع لهم من أجل إعدادهم لمعترك الحياة.
ثالثاً: المعلم: التعليم رسالة وليست بالمهمة السهلة كما يظن البعض لذلك لابد من اختبار المعلم الذي له القدرة من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والقدرة على تحمل المسئولية، قادر على خلق جيل جديد كفوء يخدم الوطن في عملية التطور والنهوض بجميع قطاعاته ووضع الأهداف والخطط لغرس قيم النزاهة والصدق والإخلاص في العلم. لذلك فإن المعلم يحتاج إلى التدريب والتأهيل وورش العمل من أجل إنجاح التحولات العلمية والتعليمية والثقافية وتبرز العناية به وتقديره كإنسان وكمواطن كمهني بالدرجة الأولى، لذلك لابد من تشجيع المعلم البحريني وخاصة في المجال المعنوي والمادي، وأثبتت التجارب قدرة المعلم وجدارته وكفاءته في مجال التعليم وأن الكثير من البحرينيين حاصلون على الشهادات العليا في مختلف التخصصات حيث يعتبر المعلم البحريني النموذج على مستوى الخليج من حيث الإخلاص في العلم والجدية والمهارة العالية والإبداع في مجال التدريس ينقصه الدعم المادي السخي والمعنوي والفرص الحقيقية ليأخذ دوره الحقيقي من أجل إظهار طاقاته الإبداعية الخلاقة لخدمة وطنه.
رابعاً: القيادة التربوية: من الأمور المهمة التي يجب أن ترافق السياسة التعليمية الناجحة هي مبدأ تكافؤ الفرص في تعيين القيادات التربوية (الأخصائيين، الموجهين التربويين، المدراء، المدراء المساعدين، المدرسين الأوائل) وأن تعد مسألة الكفاءة والمهارة والخبرة والعلم والثقافة والنزاهة وعدم التمييز هي المقياس الذي يؤخذ به وأن يطبق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب دون تمييز وهذا يأتي عبر اختيار الشخصية القيادية التربوية المتكاملة والعقل المتفتح وأن يفهم السياسة التعليمية عبر الاهتمام بالموارد البشرية.
خامساً: البيئة المدرسية: المباني وتجهيزاتها تلعب دوراً كبيراً وأثراً بالغ الأهمية في العملية التعليمية بجميع أبعادها حيث تسهم في إتاحة الفرصة لتحقيق أهداف المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية والنقص ينعكس على الأنشطة التي يقوم بها الطلاب داخل المدرسة، وبالتالي على المجتمع بشكل عام، ولابد من توافر العدد الكافي من الفصول الدراسية والقاعات والمعامل ومصادر التعلم لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية لخلق بيئة مدرسية متكاملة، لأن بعض المدارس تنقصها المرافق مثل الصالات المتعددة الأغراض. وفي هذا الصدد فإن العملية التعليمية الناجحة لابد من توفر هذه الشروط المتكاملة فيها من أجل إصلاح التعليم وأي خلل لهذه الشروط ينعكس على التعليم ومخرجاته وعلى سوق العمل.
سادساً: قضية البعثات: مشكلة البعثات هذا العام تميزت كمرحلة لم يسبقها من قبل حتى على مستوى العالم لأن في هذه الآلية الجديدة قضت على طموحات الطلاب والطالبات من خلال فرض الوزارة تخصصات عليهم لا ترتبط بالمعدلات التي حصلوا عليها والتي تصل إلى 99 في المئة أو بالطموح والميول والرغبات التي كان الطلاب والطالبات يتوقعونها ما أنزل عليهم الخبر كالصاعقة لأنهم خسروا جهودهم التعليمية خلال مشوارهم الدراسي الذي امتد 12 عاماً قضوها بالجهد والاجتهاد وكما قلت إن قضية المعدلات التي حصل عليها الطلاب والطالبات لا تعني شيئاً للوزارة بهذا التصرف. وان قضية التنافس الشريف والشفافية التي تنادي بها الوزارة فهي تدين نفسها، فهي تدعي أن مبدأ التفوق العلمي هو الأساس في الابتعاث وبالمقابل صممت آلية جديدة للبعثات من أجل التملص من حق الطلاب في الحصول على حقوقهم في البعثات بحسب رغبة الطالب وميوله وليس على آلية الوزارة 60 في المئة للمعدل التراكمي و40 في المئة للمقابلة الشخصية والجدير بالذكر أن هذه الآلية لا يعمل بها إلا في البحرين وحتى لو افترضنا هذه الآلية فإن النسبة لا تتجاوز 5 في المئة كما هو الحال في أوروبا وذلك من أجل التخصص فقط.
لذلك فإن إلغاء هذه الآلية مطلب مجتمعي ويريح أولياء الأمور والطلبة وبالتالي سيساعد الطلاب على إبراز مواهبهم وقدراتهم وميولهم.
سابعاً: عودة المفصولين: وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد لابد من التطرق لموضوع مهم وهو إعادة المفصولين إلى العمل حتى تتوفر الشروط الناجحة لعام دراسي ناجح، والمدرسون المفصولون والموقوفون يعتبرون من الكفاءات التعليمية والإدارية في البحرين ويحملون شهادات تربوية عالية ومشهود لهم في المجال التربوي والتعليمي بشهادة الوزارة نفسها التي أعطتهم شهادات التقدير والحوافز المادية نظير نشاطهم وإبداعاتهم التربوية والتعليمية كما أن بعضهم قد مضى عليهم أكثر من 30 عاماً من التدريس ولا ننسى الآثار النفسية والاجتماعية لأسر هؤلاء المدرسين وبعضهم يعاني من المشاكل المادية بسبب القروض لدى البنوك. والأهم أيضاً أن نقص المدرسين ينعكس على انضباط التلاميذ في الصفوف بسبب هذا النقص كما أن المتطوعين لا أعتقد أن يكونوا مؤهلين في هذه الفترة البسيطة لسد النقص الحاصل في المدارس كما أن جلب مدرسين من الخارج سوف يزيد العبء المادي على الوزارة دون مبرر، فعلا يستحق هؤلاء المربون الأفاضل المفصولون العودة إلى العمل مع بداية العام الدراسي الجديد وبالسرعة الممكنة ليواصلوا مشوارهم النبيل لخدمة الوطن نأمل ونرجو ذلك.
وفي هذا السياق أيضاً لابد من الإشارة إلى أساتذة الجامعة الذين تم فصلهم للأسباب ذاتها فهم أيضاً من الكفاءات المتميزة كل في تخصصه. وإن فصلهم يعتبر خسارة للوطن لما يتمتع به هؤلاء الأساتذة من خبرة كبيرة وهجرتهم إلى الخارج تنعكس على التعليم الجامعي في البلاد وبشكل سيئ، فضلا عن مشكلة فصل الطلاب من المدارس والجامعات وخاصة أن بعضهم على أبواب التخرج وحاصلون على معدلات مرتفعة لذلك فالواجب الإنساني إعادة هؤلاء المفصولين إلى مقاعد الدراسة لأن بقاء هؤلاء خارج مقاعد الدراسة سوف ينعكس بالسلب عليهم وعلى أسرهم وبالتالي على المجتمع والوطن.
فعلى وزارة التربية والتعليم ونحن على أبواب عام جديد أن تكون فعلاً تحتفل بعام دراسي جديد بعودة المفصولين من الطلاب والمعلمين والأساتذة الجامعيين، وذلك بإعادة الفرحة والابتسامة التي فقدوها طيلة توقيفهم عن العمل وقطع رواتبهم وأرزاقهم لأن خسارة هؤلاء النخبة خسارة للمجتمع وبالتالي الخاسر الأول هو الوطن.
جعفر كاظم علي
الأم... أم الوطن ونبع الحنان

هي كنزٌ وثروة يمتد ثمنها كامتداد الشفق في السماء بلا نهاية، وخير يجري كجري الأفلاك لا انقطاع له، وبديعة خلابة كجنة خلقها الله في الدنيا فكرمها بما لم يكرم غيرها، وباب لنعيم الآخرة، اشترط رضاها لمغنم لا يوجد أكبر منه مغنم. هي الروح التي تغذي الروح، والحياة التي تصنع الحياة، هي معمل لإنتاج الأحاسيس الوردية، فتصدره بلا مقابل لمن ينزع روحه من بين أحشائها.
هذه هي الأم، حنانٌ من منبعه جار، وعاطفة في عروقها حل مكان الدم، وقلب ينبض بالمودة فلا تتوقف. ولمسات قلق تزيل القلق، ونظرات خوف تحقق الأمن. وبسمة صدقٍ تخلق الفرح، ودمعة تخفف الآلام وتزيل الأوجاع.
هي بستان نضر مثمرٌ بالورود الجورية، يلفه أشجار الزيتون الأخضر، ويجري في وسطه غدير ينبع من حيث لا ينتهي، ليروي الخضيرات من حنانه. أضحى هذا البستان مصدراً لتشرق الشمس فتغذي أوراق أشجاره، ومصدراً لانفجار ينابيع المياه فيستفيد منها مجمل الكائنات.
لا غرابة إن تنافس الشعراء في مدحها، وسخر الكتـَّاب أقلامهم لوصفها، وهمَّ المختصون للإطراء بها، فكل ما يقولونه في حقها قليل، ولا يفي حقها فكرة نص أو بلاغة شعر أو مجموعة قصصية أو موسوعة أدبية.
ولا عجب إن استلهم الأدباء من وحيها الأفكار، واستكتب الشعراء من حقيقتها الأشعار، واستنبط المفكرون من فكرها الأحكام المختلفة. فمن حنينها يستطيع العاشق أن يعبر عن شعوره، ومن حنانها يستطيع الحالم أن يحقق أمانيه، فهي مصدر مُجددٌ لكل روح، وبلسم يطيب الجروح.
الأمُّ مقامها لا يعلوه مقام بين البشر، ومرتبة لا تصل لها مرتبة. لها فضل لا يلغيه أي فضل آخر، وكأن الله سخر الدنيا لخدمتها، طالما هي من تخدم البشرية. وكأن الله خلق القمر ليواسيها عندما تسهر في تربية أبنائها. وكأن الله خلق النوم ليريحها عندما تتعب من خدمة البشرية.
ويخال للشعراء أن البرد أوجده الله ليتمكن البشر من التنعم بدفء حضنها، ويخال لهم أن الحرمان نعمة جزئية للاستدلال بالنعمة الكبرى المتمثلة بالأحاسيس المتدفقة من النعم. ويتبين لهم أن الحاجة إحساس مخلوق ليعبد الطريق للأم؛ فالأم كما وصفوها بالوطن، بل هي أم الوطن، فلولاها ما كان هناك وطن، ولا مسكن ولا مأمن. وما كان هناك حياة ولا استمرت الدنيا. فهي الأم والمربية والمعلمة والطبيبة، وهي ملاذ الخائف ومخزن الأسرار والمُبادرة والكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.
لها قلب يتسع لقضايا الكون، فلا يؤلمها همٌ لنفسها بقدر ما يجرحها همٌ لابن أحشائها، ولا تشغل بنفسها عمن هو أقرب لها من نفسها. بيدها الحل وفك الربط، وهي قادرة على استبدال الأشواك بالزهور، وإزاحة تراكمات الجبال عن الطرق.
لها جود لا يبلغه كرم الأعراب، وشكر لا يصله الشاكرون. تمارس حياتها في سهر وتعب وآلام وهي مبتسمة، تنسى معاناتها كلما رأت بذرة صغيرة في شجرها مجهودها. أعطت للإنسانية مصطلحا، ومنحت البشرية معنى. وأثرت الحياة بتطوعها الإنساني، المغمور بلذة الأحاسيس الطيبة.
تقي بحرصها من العثار، وتبعد البلاء بخوفها، وتدفع المكروه باستعدادها الدائم، وتوفر الغذاء بجوعها، وتقر عيناها بصحة أبنائها كلما أخذ المرض منها مأخذاً. وفضلا عن ذلك كله، لا تتأخر لحظة ولا تنسى يوماً، أن ترفع الدعاء لصالح أحبابها، وأن ترجو الاستجابة فيما فيه مصلحة أولادها.
هذه هي الأم، درة خلقها الله ولم يجعل لها مثيلا، وكل وصف لها قليل، فهي فوق الوصف كنعيم الآخرة، لا تبلغها العقول المفكرة، ولا الأقلام الثائرة. هذه هي الأم، اختزلت اللغة كلها في هذه الكلمة، فما لذالكما الحرفين إلا أن أصبحا معجماً لمعجم اللغة.
تشق من بؤس الزمان رمسا، وهي أمل لكل أنس أمسى بالتأسي، هي للطارق والمستجير مأوى، مدينة كانت تنفث بالعليل في أرواح كادت تفنى فتبعث فيها حياة كمعجزة عيسى (ع).
تزرع العاطفة في أفئدة المساكين الغارقة في الضنك الروحي، وتلم الصعاليك الفقراء ليجلسوا فوق عروش سمهرية.
تلك هي صفحاتها في كتاب الأمل، فاتحته مواساة وختامه ري الروح بحماس البهجة والاندفاع، ومضمونه آيات من الأدب فنه ومن الحكم أمثاله وشواهده.
كتاب ينبع كلما يردم، وصفحات متسلقة المزن إذا تهدم، كتاب ينبض بالحنان، وينبع الحنان، ويجري بالحنان في مسلك من الحنان. هذه هي الأم، نبع الحنان.
أحمد عبدالله الدفاري
أمراض النفس

إعلم أيها العزيز، أنه مثلما يكون لهذا الجسد صحة ومرض، وعلاج ومعالج، فإن للنفس الإنسانية صحة ومرضاً، وسقماً وسلامةً، وعلاجاً ومعالجاً. إن صحة النفس وسلامتها هي الاعتدال في طريق الإنسانية، ومرضها وسقمها هو الاعوجاج والانحراف عن طريق الإنسانية وإن الأمراض النفسية أكثر أهمية بآلاف المرات من الأمراض الجسدية. وذلك لأن هذه الأمراض إنما تصل إلى غايتها بحلول الموت، فما إن يحل الموت، وتفارق الروح البدن حتى ترتفع عنه جميع الأمراض الجسدية والاختلالات المادية، ولا يبقى له أي من الآلام والأسقام البدنية، لكنه إذا كان ذا أمراض روحية وأسقام نفسية، لا سمح الله فإنه ما إن تفارق الروح البدن وتتوجه إلى ملكوتها حتى تظهر آلامها وأسقامها.
إن مثل التوجه إلى الدنيا والتعلق، كمثل المخدر الذي يسلب الإنسان شعوره بنفسه. وسلب ارتباط الروح بدنيا بالبدن، يرجع إليها الشعور بذاتها، وحينئذٍ تهجم عليه جميع الآلام والأسقام والأمراض التي كانت في باطن ذاته. وتظهر جميعها وقد كانت مختفية إلى ذلك الوقت مثل النار تحت الرماد. وتلك الآلام والأسقام إما أن تكون ملازمة ولا تزول عنه أبداً، أو إذا كان يمكن زوالها فإنها ترتفع بعد آلاف من السنين تحت الضغط والعناء والنار والاحتراق (آخر الدواء الكيّ). قال تعالى: «يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم» (التوبة : 35).
ومنزلة الأنبياء هي منزلة الأطباء المشفقين، الذين جلبوا للمرضى وصفات متعددة بحسب حالهم، وهدوهم إلى الطريق الصحيح بكمال الشفقة والرغبة بصحة المرضى وإن الأعمال الروحية والقلبية والظاهرية والبدنية هي بمثابة الدواء للمرض، كما أن التقوى بمثابة الوقاية من الأمور المضرة بالأمراض. ومن دون الحمية لا يمكن أن ينفع العلاج، ولا أن يتبدل المرض إلى صحة.
قد يغلب الدواء والطبيعة على المرض في الأمراض الجسدية وتعود الصحة حتى مع عدم الحمية جزئياً، وذلك لأن الطبيعة هي بنفسها حافظة للصحة ودواء معين لها. ولكن الأمر في الأمراض الروحية صعب، وذلك لأن الطبيعة قد تغلبت على النفس منذ البداية، فتوجهت نحو الفساد وهي منكوسة «إن النفس لأمارة بالسوء» (يوسف: 53)، وعليه فمجرد عدم الاجتناب في الجملة، فإن الأمراض تغلبه، وتجد مناطق للنفوذ إليه، حتى تقضي على صحته قضاءً مبرماً.
منى الحايكي


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3296 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kdkrerhr.yoo7.com
 
كشكول رسائل ومشاركات القراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كشكول رسائل ومشاركات القراء
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي
» كشكول مشاركات ورسائل القراء
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي
» كشكول صور من البحرين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحيفة الخابوري الاسبوعيه :: الفئة الأولى :: القسم العام-
انتقل الى: