مغسِّل السيارات عبدالحسن خلال حديثه إلى «الوسط»:

مغسِّل السيارات عبدالحسن خلال حديثه إلى «الوسط»:

لا عيب في تنظيف السيارات وأمارسها منذ 17 عاماً

أبوقوة - محمد الجدحفصي


دعا الشاب عباس عبدالحسن الشباب إلى ضرورة تجاوز ثقافة «العيب» والنظرة الدونية للأعمال الحرفية أو البسيطة، مؤكدا أنه زاول مهنة غسيل السيارات وتنظيفها قرابة (17 عاماً)، تمكن فيها من الاستغناء عن مد يده للغير وطلب المساعدة.
وقال عبدالحسن خلال حديثه لـ «الوسط» إن البحرينيين كانوا ومازالوا يتقنون كل المهن بسبب الضغوط المادية والمعيشية الصعبة، وأضاف مازحاً «لا مقارنة البتة بين تنظيف البحريني للسيارة مع الوافدين، ومن لديه شك بذلك عليه تجربتنا ليرى الفرق!». وهذا هو الحوار:
منذ متى وأنت تمارس مهنة غسيل وتنظيف السيارات؟
- قرابة 17 عاما قضيتها في هذه المهنة ومازلت أزاولها حتى الآن.
كيف كانت البداية مع مزاولتك هذه المهنة؟
- مما لا يخفى على الجميع أن الظروف المعيشية والمادية الصعبة في البحرين، تجعل المواطن أيا كان أن يعتمد على نفسه في المجال الذي يراه مناسباً له، وهذا ما حصل بالنسبة لي حيث ابتدأت منذ صغري بمزاولة هذه المهنة حتى الآن.
ألم تواجهك صعوبات في ذلك الأمر؟
- الصعوبات موجودة بكل عمل ومكان وزمان، ومع ذلك فالشاب البحريني قد اثبت نفسه في العديد من المهن، بل إن بعض الشباب قد تمكن من أن يكمل دراسته الجامعية ويتزوج وذلك بمزاولته هذا العمل الشاق دون أن يحتاج لأي أحد كان.
وأين تمارس مهنة غسيل السيارات وتنظيفها؟
- أقوم بغسل وتنظيف السيارات في مواقف مجمع السلمانية الطبي إلى أن عصفت بالبلاد الأزمة الأمنية مؤخراً لذلك انقطعت حالياً عن الذهاب.
وهل لديك زبائن معينون هناك؟
- دعني أقول لك شيئا إن الأطباء والمسئولين وطلاب جامعة الخليج للطب كلهم ينظرون للشاب البحريني نظرة احترام وتقدير، لأنهم على علم بأن الشاب البحريني يعتمد على نفسه ويعمل في أي مهنة كانت دون أن يتوجس أو يهاب من نظرة الآخرين إليه، ولذا فإنهم يضعون ثقتهم في البحريني، وهنا أتذكر أنهم يقومون بتسليمي مفاتيح السيارة وائتماني عليها لحين خروجهم، وذلك لأنهم متأكدون أنني على قدر الثقة التي أولوني إياها.
وماذا تفعل الآن، إذا لم تكن تذهب إلى السلمانية للعمل؟
- إنني هنا أود أن أتوجه للمسئولين بوزارة الصحة أن يفسحوا المجال لي ولغيري لمواصلة هذا العمل وخدمة الآخرين.
ألا تتلقى اتصالات معينة من الأطباء والطلاب الآن؟
- نعم، بل إن بعض الطلبة الخليجيين مازالوا حتى هذا اليوم يتواصلون معي وهم في بلدانهم وهذا يدل على الثقة المتبادلة والاحترام والتقدير للمواطن البحريني من الجميع.
ألا يوجد لديك تخوف من منافسة الأجانب لك في هذه المهنة؟
- عزيزي الرزق على الله، هذا أولا، أما الأمر الآخر فهو أنني أدعو أي شخص يشك بأن تنظيف الوافدين الأجانب أفضل من تنظيفنا، ليجربنا ويحكم فيما بعد في ذلك الأمر، وهل تعلم لماذا؟ لأن المواطن البحريني دائما إذا عمل شيئا فانه يصر على إتقانه.
وهل تتراجع إيرادات تحصيلكم جراء غسيل وتنظيف السيارات؟
- نعم يختلف الإيراد فمثلا في فصل الصيف يتضاعف العمل ويتحسن التحصيل من الإيراد، أما في فصل الشتاء فيقل العمل وآتقل في ضوء ذلك الإيرادات.
وماذا تفعل لو قل العمل أو انقطع بمثل حالتك مثلا؟
- غسيل السيارات وتنظيفها اختلف في الآونة الأخيرة عن الماضي، إذ تطور العمل الآن ليشمل خدمة ما بعد الغسيل، أي تبديل الإطارات التالفة مثلا، وتخليص أمورها من تأمين وتسجيل، والحصول على موقف والحفاظ عليها من الخدش والحوادث، الذهاب بها لورش التصليح في حال أي عطب أو خلل أصابها.
حدثنا عن نفسك قليلا، هل أنت متزوج أم لا؟
- أنا مواطن أصحوا كل يوم على فجر وأمل جديد، واحلم بأن أكمل نصف ديني بالزواج، ولكن كيف ذلك وأنا مثل غيري من المواطنين لا عمل ولا يوجد لي راتب ثابت ولا منزل خاص بي، لهذا لم أتزوج حتى الآن على رغم أن عمري وصل الآن إلى 37 عاما حتى لا أظلم بنت الناس معي.
وأخيرا، ماذا تريد أن تقوله للشاب البحريني عبر صحيفة «الوسط»؟
- أبواب الرزق واسعة، والله يرزقكم من حيث لا تعملون، عليكم بالصبر والاعتماد على أنفسكم وأن تمارسوا أي مهنة شريفة وفي الوقت ذاته تكملوا دراستكم وتواصلوا طريق النجاح الذي ابتدأه غيركم من المواطنين، وليأتي غيركم أيضا ليواصل هذه الحكاية من التاريخ البحريني على أحرف من جد واجتهاد وتقدم ونجاح، فهكذا كان أجدادنا واستمر في ذلك آباؤنا وها نحن نكمل الطريق لأجيال الغد


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3296 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ