بصوتك تقدر... خاصّة هذه السنوات!
مريم الشروقي
maryam.alsherooqi@alwasatnews.comأخبار تلو الأخبار، وضرائب تلو الضرائب، آسفة... رسوم تلو الرسوم، تُفرض على المواطن البحريني الكادح، ولا أحد يتحمّل إلَّا الطبقة الفقيرة والمتوسّطة، إن كان هناك طبقة متوسّطة، والحمدلله «بصوتك تقدر» تم إقناع المواطن بها، للتصويت على أعضاء هذا المجلس. والحمدلله مرّة أخرى تمّ انتخاب أعضاء مجلس النوّاب، الذين وصلوا عن طريق «بصوتك تقدر!» وما أحلى هذا الشعار!
كان يعتقد المواطن بأنّ «بصوتك تقدر» معناه الأمر عنده، وأنّ المواطن عن طريق النائب هو الآمر الناهي، وأنّ القوانين والتشريعات ستصب في صالحه، وهكذا كان يفكّر المواطن البحريني الذي أدلى بصوته لانتخاب النوّاب، ودخل في حرب ضروس ضد من لم يصوّت أو عزف عن التصويت!
نحن في الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع لمجلس النوّاب 2016، والأمور سارت «سهالات» كما يريدها المواطن، الذي صوّت لهؤلاء الأعضاء، فـ «بصوتك تقدر» تحقّقت أماني المواطنين، وأوّلها رفع سعر البنزين، و«بصوتك تقدر» تحقّقت شعارات كثيرة، من ضمنها رفع الدعم عن اللّحوم!
رسومٌ قليلة رفعتها الدولة بسبب نزول سعر برميل النفط، يتحمّلها المواطن، ولا نعلم لماذا الشعب يغضب على الحكومة في حين من الأولى غضبه على النوّاب المنتخبين، فهم من يمثّلونه ومن يجب أن يدافعوا عن حقوقه؟! أليس كذلك؟!
الآن في الطريق ملف جدولة رسوم التأمين الصحّي، وقد لا يتضرّر المواطن نفسه، ولكن بتضرّر (العمالة المنزلية) و(السائق) و(الزوجة الأجنبية) سيتضرّر جيب المواطن بالتّأكيد، فما العمل من قبل السادة النوّاب وهم أكّدوا للمواطن (بصوتك تقدر) أن تذيب الجليد!
للأسف الجليد ذاب على المواطن المسكين، في حين إنّه مازال متماسكاً ولم يتأثّر السادة النوّاب والكبارية، ولنكن صريحين ولو لمرّة، هل تأثّر راتب النائب؟! هل تأثّرت مكافأة السيّارة الخاصة به؟! هل تأثّرت مكافأة المكتب الذي يعوّل كثير من الشعب بأنّه مغلق والمقدّر بـ 750 ديناراً فقط؟! هل تأثّر النائب من عدد السفرات؟! فالجميع يسمع عن (هواش) و(تحلطم) وغيرة النوّاب من بعضهم البعض على عدد السفرات، حيث يفوز بعض النوّاب بسفرات كثيرة، والبعض الآخر (يخرج من المولد بلا حمّص)!
المضحك حقيقةً أنّ المواطن دوماً هو الذي يتحمّل الظروف الصعبة، ولكن هناك مكافآت كبيرة للوزراء، ولم نشهد قط نائباً واحداً وضع شعار (بصوتك تقدر) في حملته الانتخابية يتحدّث أو (يتحلطم) على هذه المكافآت! وهناك مكافآت للوكيل والوكيل المساعد والمدير، تمّ اعتمادها قبل سنوات، تُقدّر بين 500 و700 دينار، فلماذا لم تتأثّر هذه المكافأة على رغم تأثّر أغلب المواطنين؟! هل السادة النوّاب لديهم جواب على ذلك أم ينتظرون إشارة من أحد ما حتى يتحرّكوا ضد الوزراء، وبالطّبع لن يتحرّكوا ضد أنفسهم، لأنّنا نراهم يطلبون المزيد والمزيد.
«بصوتك تقدر» نقولها بكل صراحة للمواطن البحريني، فالمشكلة ليست في النوّاب، وإنّما فيمن أوصلهم الى هذه الكراسي ومن ثمّ ندب حظّه بسببهم.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5190 - الثلثاء 22 نوفمبر 2016م